يمر نادي ميلان بأزمة غير مسبوقة هذا الموسم، حيث يعاني الفريق من سلسلة من النتائج السلبية التي أثارت حالة من الغضب بين جماهير الروسونيري. ومع تبقي ثلاثة أشهر فقط على نهاية الموسم، تبدو فرص تحقيق أي إنجاز شبه معدومة، مما دفع إدارة النادي للتحضير لثورة رياضية شاملة تشمل تغييرات في الهيكلة الإدارية والتخطيط للميركاتو المقبل.
انهيار غير مبرر رغم الاستثمارات الضخمة
قبل ثلاث سنوات فقط، كان ميلان متوجًا بلقب الدوري الإيطالي، لكن الوضع الحالي يبدو مختلفًا تمامًا، إذ تراجع أداء الفريق بشكل كبير رغم الإنفاق الكبير في سوق الانتقالات، حيث تجاوزت استثمارات النادي 120 مليون يورو هذا الموسم. هذا التراجع لم يكن محصورًا فقط في الدوري المحلي، بل امتد إلى المسابقات الأوروبية، حيث ظهر الفريق بأداء ضعيف.
ورغم هذا التراجع، فإن الوضع المالي للنادي لا يزال إيجابيًا، وهو ما يسمح بإجراء تعاقدات جديدة حتى في حال عدم التأهل لدوري أبطال أوروبا، إلا أن ذلك لا يلغي الحاجة إلى إعادة هيكلة جذرية لإعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية.
البحث عن مدير رياضي جديد
مع انطلاق الموسم الجديد، يستعد النادي لاستعادة منصب المدير الرياضي، وهو الدور الذي كان مفقودًا منذ رحيل الأسطورتين باولو مالديني وريكي ماسارا. التجربة التي اعتمدت على توزيع المهام بين الرئيس التنفيذي فورلاني والمدير التقني مونكادا، وتحت إشراف زلاتان إبراهيموفيتش كمستشار للنادي، لم تكن ناجحة، وهو ما زاد من الحاجة إلى إعادة تفعيل هذا المنصب.
فيما يتعلق بالأسماء المطروحة، يبرز اسم فابيو باراتيسي كمرشح رئيسي، إلا أن الإدارة تواصل تقييم خيارات أخرى لشغل هذا الدور.
أزمة المدربين.. نهاية وشيكة للبرتغالي؟
رغم تصريحات زلاتان إبراهيموفيتش الداعمة للمدرب البرتغالي سيرجيو كونسيساو، والتي أكد فيها ثقته الكاملة به، فإن الوضع يبدو مختلفًا داخل أروقة النادي، حيث تشير كل الدلائل إلى أن المدرب في طريقه للرحيل بنهاية الموسم، إلا في حال حدوث معجزة تقلب الأمور رأسًا على عقب.
الأسماء المطروحة لخلافته بدأت تتضح، ومن أبرز المرشحين سيسك فابريجاس الذي يقدم موسمًا مميزًا مع كومو، إضافة إلى ماوريسيو ساري المدرب السابق لتشيلسي ويوفنتوس، وأيضًا روبرتو دي زيربي الذي قد يكون الخيار المثالي لإعادة الفريق إلى المسار الصحيح.
ميلان والاستعداد لثورة في سوق الانتقالات
إلى جانب التغييرات الإدارية والفنية، يواجه ميلان تحديًا كبيرًا في إعادة بناء فريق تنافسي للموسم المقبل (2025-2026).
بعض اللاعبين أصبحوا خارج حسابات المشروع مثل لوكا يوفيتش وصامويل تشوكويزي وتيراتشيانو وأليساندرو فلورينزي، بينما هناك لاعبون يمكن أن يرحلوا أيضًا مثل فيكايو توموري وإيمرسون رويال.
أما النجوم البارزون مثل ثيو هيرنانديز ورافائيل لياو، فقد عانوا من تراجع ملحوظ في المستوى، ما يجعل مستقبلهم في الفريق غير واضح. كما أن الإعارات الجافة مثل تامي أبراهام وجواو فيليكس لم تقدم الإضافة المطلوبة، مما يزيد من تعقيد قرارات النادي في سوق الانتقالات.
مع كل هذه التحديات، يبدو أن صيف 2025 سيكون محوريًا في تاريخ ميلان، حيث سيكون على الإدارة اتخاذ قرارات مصيرية من أجل إعادة الفريق إلى القمة بعد سنوات من التراجع.
تعليقات
إرسال تعليق